هذا الاسم هو عنوان كتاب الحيدة والاعتذار وهو قصة مناظرة دارت حول
فتنة خلق القرآن:
أرشدني منذ عدة سنوات أحد الأصدقاء إلى كتاب رائع (الحيدة والاعتذار) يحكي عن مناظرة قامت في عصر الخلافة العباسية حول موضوع: هل القرآن مخلوق أم غير مخلوق؟ وما الدليل على ذلك؟ ولشدة إعجابي به أعدت قراءته بعد فترة وجيزة، لكني تمنيت أن لو كان مسموعا لأن الاستماع له يسهل فهم الكلام نوعا ما، خاصة وأن موضوعه ليس بالهيِّن.
وقدر الله أنْ جلسنا بالبيوت مجبرين حين ظهر (فيروس كورونا) وقَبِلَ التعاون معي مجموعة من أحبابي المعلمين –جزاهم الله خيرا- ورحبوا بتسجيل الكتاب معي، فقمت على إخراجه للنور سائلين الله الخير والبركة .
أما عن بداية إظهار الفتنة فحين كان القاضي (أحمد بن أبي دؤاد) -من رؤوس المعتزلة- معظمًا عند الخليفة المأمون، يقبل شفاعته ويصغي إلى كلامه. وهو الذي دس للمأمون القول بخلق القرآن وحسَّنه عنده، وصيره يعتقده حقًا مبينًا إلى أن أجمع رأيه على الدعاء له وامتحان العلماء فيه، واستمرت الفتنة قرابة الثلاثين سنة، ابتدأها الخليفة العباسي المأمون باعتناقه مذهب الاعتزال، ثم قام بإجبار الناس على الاعتقاد بما ذهب إليه المعتزلة في كون القرآن مخلوق، وطلب المأمون من ولاته امتحان العلماء والقضاة، وسار على نهجه كل من الخليفتين المعتصم والواثق، فقُتِل وجلد وعذب فقهاء وعلماء من أهل الحديث والسنة، من أشهرهم الإمام أحمد بن حنبل، وأحمد بن نصر الخزاعي.
والقول بأن القرآن مخلوقٌ معناهُ أنَّه كسائر المخلوقات، التي خلقها الله -تعالى- وأوجدها من العدم ومن ثمّ تهلك وتفنى وكأنها لم تكن -تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا- وهذا القول فيه من المفاسد العظيمة الشيء الكثير، وفيه انتقاصٌ من مكانةِ القرآن العظيم بما يُبيح لِمَن يتبنى هذا الرأي تأويل وتفسير النصوص القرآنية حسب المُقتضى العقلي البشري القاصر، أي أنّ هذا سيؤدي لإعمال كلّ إنسان لعقله وهواه في القرآن الكريم.
وقامت مناظرات كثيرة في هذا الموضوع نصَرَ اللهُ فيها علماء السنة الذين أوضح على ألسنتهم الحق.
فمن أراد استيضاح الأمر وبيان حجج كل فريق فليستمع للكتاب بصوتي مع مجموعة الأساتذة الفضلاء، أو فليقرأ الكتاب الذي يتم تحميله بالضغط على الرابط أسفل المقطع على قناتي على يوتيوب.
https://www.youtube.com/playlist?list=PLEWdF4Nu_PD4yWBwPcrTPKioWZf68tH62